للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينجاب نور الهدى (١) من نور غرته … كالشمس ينجاب عن إشراقها الغيم

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا … حلو الشمائل تحلو عنده نعم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله … بجده أنبياء الله قد ختموا

من جده دان فضل الأنبياء له … وفضل أمته دانت لها الأمم

عم البرية بالاحسان فانقشعت … عنها الغواية والاملاق والظلم

كلتا يديه غياث عم نفعهما … يستوكفان ولا يعروهما العدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره … يزينه اثنتان الحلم والكرم

لا يخلف الوعد ميمون بغيبته … رحب الفناء أريب حين يعتزم

من معشر حبهم دين وبغضهم … كفر وقربهم منجى ومعتصم

يستدفع السوء (٢) والبلوى بحبهم … ويستزاد (٣) به الاحسان والنعم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم … في كل حكم ومختوم به الكلم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم … أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم … ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت … والأسد أسد الشرى والبأس محتدم

يأبى لهم ان يحل الذم ساحتهم … خيم كرام وأيد بالندى هضم

لا ينقص العدم بسطا من أكفهم … سيان ذلك إن اثروا وإن عدموا

أي الخلائق ليست في رقابهم … لأولية هذا أوله نعم (٤)

فليس قولك من هذا بضائره … العرب تعرف من أنكرت والعجم

من يعرف الله يعرف أولية ذا … فالدين من بيت هذا ناله الأمم (٥)


(١) في الديوان: ثوب الدجى.
(٢) في الديوان: والأغاني ٢١/ ٣٧٧ الشر، وفي ابن الأعثم: الضر.
(٣) في الديوان والأغاني: ويسترب. وفي ابن الأعثم: ويستقيم.
(٤) النعم: أي ما في الخلائق مخلوق لا يدين بالنعمة له أو لأوليته، جدوده السابقين.
(٥) الأبيات (١ - ٢ - ٣ - ٥ - ٦ - ١١ - ٢٠ - ٢٦) نسبها أبو تمام في حماسته إلى الحزين الليثي. قال في الأغاني ١٥/ ٣٢٧ ومن الناس أيضا من يروي هذه الأبيات لداود بن سلم في قئم بن العباس، ومنهم من يرويها لخالد بن يزيد فيه. ومنهم من قال إنها لداود بن سلم في علي بن الحسين.
قال الأصفهاني: والصحيح انها للحزين في عبد بن عبد الملك. وليست الأبيات في ديوان الفرزدق الذي نشره الصاوي.
وزاد ابن الأعثم وليس في الديوان:
بيوتهم من قريش يستضاء بها … في النائبات وعند الحكم إن حكموا
وفي المقتل لأبي مخنف أبيات وليست في الديوان:
بدر له شاهد والشعب من أحد … والخندقان ويوم الفتح قد علموا
وخيبر وحنين يشهدان له … وفي قريظة يوم صائم قنم
مواطن قد علت في كل نائبة … عن الصحابة لم أكتم كما كتموا

<<  <  ج: ص:  >  >>