للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رخام بنته لهم حمير … إذا جاء مواره لم يرم (١)

فأروى الزرع وأعنابها … على سعة ماؤهم إذ قسم (٢)

فصاروا أيادي لا بقدرون … على شرب طفل إذا ما فطم (٣)

وقد ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن أول من خرج من اليمن قبل سيل العرم عمرو بن عامر اللخمي ولخم هو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أزد (٤) بن زيد بن مهع (٥) بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ. ويقال لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ قاله ابن هشام. قال ابن إسحاق وكان سبب خروجه من اليمن فيما حدثني أبو زيد الأنصاري أنه رأى جرذا يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاؤوا من أرضهم، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك، فاعتزم على النقلة عن اليمن فكاد قومه فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه، ففعل ابنه ما أمره به، فقال عمرو: لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي. وعرض أمواله. فقال أشراف من أشراف اليمن: اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله وانتقل في ولده وولد ولده. وقالت الأزد لا نتخلف عن عمرو بن عامر، فباعوا أموالهم وخرجوا معه، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان، فحاربتهم عك، فكانت حربهم سجالا، ففي ذلك قال عباس بن مرداس:

وعك بن عدنان الذين تلعبوا (٦) بغسان حتى طردوا كل مطرد

قال فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ونزل الأوس


(١) مواره: بضم الميم وفتحها: تلاطم مائة وتموجه.
(٢) كذا في الأصل الزرع: وفي سيرة ابن كثير وابن هشام: الزروع وهو الصواب. وفي كتاب الإكليل للهمداني: فأروى الحروث وأعنابها على ساعة ماؤهم ينقسم.
(٣) في ابن هشام: ما يقدرون.
(٤) في ابن هشام أدد وهو الصواب.
(٥) في ابن هشام: هميسع وهو الصواب. وفي جمهرة أنساب العرب ص ٤٨٥: ابن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. وزاد ولخم هو مالك.
(٦) في أصول الأحساب: تلقبوا.
قال ابن هشام; وغسان ماء بسد مآرب في اليمن ويقال غسان: ماء بالمشلل جبل وراء عزور: واد قريب من المدينة. قريب من الجحفة. وهي قرية على طريق المدينة في مكة.
وقال صاحب فهرست المعجم الجغرافي: رحل آل جفنة من اليمن، إلى الشام ونزلوا بماء يقال له غسان فسموا به وأقاموا ببادية الشام.
ولقد لاحظنا الرأيين هنا لما بينهما من خلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>