للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأري في المنام أن يكسوا البيت فكساء الخصف (١) ثم أري في المنام أن يكسوه أحسن من ذلك فكساء المعافر (٢) ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساء الملاء (٣) والوصائل، وكان تبع فيما يزعمون أول من كسا البيت وأوصى به ولاته من جرهم وأمرهم بتطهيره وأن لا يقربوه دما ولا ميتة ولا مئلاتا (٤) وهي المحايض وجعل له بابا ومفتاحا ففي ذلك قالت سبيعة بنت الاحب تذكر ابنها خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب وتنهاه عن البغي بمكة وتذكر له ما كان من أمر تبع فيها:

أبني لا تظلم بمكة … لا الصغير ولا الكبير

واحفظ محارمها … بني ولا يغرنك الغرور

أبني من يظلم بمكة … يلق أطراف الشرور

أبني يضرب وجهه … ويلج بخديه السعير (٥)

أبني قد جربتها … فوجدت ظالمها يبور

الله آمنها وما … بنيت بعرصتها قصور

ولله آمن طيرها … والعصم تأمن في ثبير (٦)

ولقد غزاها تبع … فكسا بنيتها الحبير

وأذل ربي ملكه … فيها فأوفى بالنذور

يمشي إليها حافيا … بفنائها ألفا بعير

ويظل يطعم أهلها … لحم المهاري والجزور

يسقيهم العسل المصفى … والرحيض من الشعير (٧)


(١) كذا في الأصل فكساء الخصف وفي الطبري وابن هشام: فكساه الخصف; والخصف: حصر تنسخ من خوص النخل ومن الليف.
(٢) كذا في الأصل فكساء المعافر; وفي الطبري وابن هشام: فكساه المعافر. والمعافر ثياب تنسب إلى قبيلة يمنية. وفي الاخبار الأزرقي: كساها الأنطاع ١/ ٢٥٠.
(٣) كذا في الأصل فكساء الملاء والصواب كما في الطبري وابن هشام فكساه الملاء والوصائل. والملاء جمع ملاءة
وهي الملحفة.
والوصائل: ثياب مخططة يمنية توصل بعضها ببعض. وفي أخبار الأزرقي: ثياب حبرة من عصب اليمن.
وقال أسعد في ذلك:
وكسونا البيت الذي حرم الله … ملاء ومعضدا وبرودا
(٤) في الطبري: ميلاثا.
(٥) في ابن هشام وسيرة ابن كثير: يلح.
(٦) العصم: الوعول التي تقصم في الجبال. وثبير: جبل بمكة.
(٧) الرحيض: المنقى والمصفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>