كتاب البداية والنهاية - ت شيري

ج ٢ - كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم - ج: 2 - ص: 315

وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (١) مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعثت مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا حَتَّى بُعِثْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ ".

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ (٢) مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ".

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (٣) عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ قَالَ الْعَبَّاسُ بَلَغَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ " فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: مَنْ أَنَا؟ " قَالُوا أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا.

فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا " (٤) صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ العبَّاس بن عبد المطلب قال: قلت يارسول اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا الْتَقَوْا، لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْبَشَاشَةِ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا.

فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رجل الإيمان حتى يحبكم الله ولرسوله " فقلت يارسول اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسَابَهُمْ فَجَعَلُوا مَثَلَكَ كَمَثَلِ نَخْلَةٍ فِي كَبْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الله [عزوجل] يَوْمَ خَلَقَ الْخَلْقَ جَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ، ثُمَّ لما فرقهم جَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً (٥) .

ثُمَّ حِينَ جَعَلَ البيوت جعلني

---

(١) الحديث أخرجه البخاري في ٦١ كتاب المناقب (٢٣) باب صفة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلم فتح الباري ٦ / ٥٦٦.
وفيه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه البيهقي عنه في دلائله ١ / ١٧٥.
(٢) صحيح مسلم أول كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي ح ١ ص ١٧٨٢.
(٣) أبو نعيم وهو الفضل بن دكين.
(٤) مسند أحمد ج ٤ / ١٦٦ - ١٦٧ وأخرجه التِّرمذي في ٥٠ كتاب المناقب - باب فضل النبي صلى الله عليه وسلم ٥ / ٦٥٣ وقال: حديث حسن.
(٥) أخرجه البيهقي بإسناده في دلائل النبوة ج ١ / ١٦٧ - ١٦٨.
في الكلام نقص واضح وتمامه من الدلائل: ثم حين فرقهم جعلني في خير الفريقين، ثم حين جعل القبائل جعلني في خير قبيلة.
وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (١١) باب ح (١٤٠) ص (١ / ٥٠) والترمذي في كتاب المناقب وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الزوائد: رجال إسناده ثقات.
[*]