للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) [الكهف: ٥٠] وقال تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم. فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه. أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) [الاسراء: ٦١]. وقال تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما. وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى. فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى. ان لك ان لا تجوع فيها ولا تعرى. وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى. فوسوس إليه الشيطان. قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى. فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة. وعصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو. فأما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) [طه: ١١٥]. وقال تعالى (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون. ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلي الا أنما أنا نذير مبين. إذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون. إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين. قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين. قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. قال فأخرج منها فإنك رجيم. وان عليك لعنتي إلى يوم الدين. قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون. قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم. قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين. قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين. قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين. ان هو الا ذكر للعالمين. ولتعلمن نبأه بعد حين) [ص: ٦٨].

فهذا ذكر هذه القصة من مواضع متفرقة من القرآن … وقد تكلمنا على ذلك كله في التفسير * ولنذكر ههنا مضمون ما دلت عليه هذه الآيات الكريمات وما يتعلق بها من الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله … والله المستعان.

فأخبر تعالى أنه خاطب الملائكة قائلا لهم (اني جاعل في الأرض خليفة) (١) أعلم بما يريد أن يخلق من آدم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضا كما قال (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) [الانعام: ١٦٥] فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته كما يخبر بالامر العظيم قبل كونه فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا على


(١) سورة البقرة الآية ٣٠ ومعنى الخلافة: انه أي آدم سيكون له سلطان عليها متصرفا في موادها ليجعلها ملائمة
لحاجاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>