للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جابر. قال: قال رسول الله : " آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص " وروى البيهقي من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس: أن أبا خديجة زوج رسول الله وهو - أظنه - قال سكران (١). ثم قال البيهقي: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي (٢) حدثني عبد الله بن أبي عبيد (٣) بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن مقسم بن أبي القاسم (٤) مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل أن عبد الله بن الحارث حدثه أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول الله خديجة وما يكثرون فيه يقول: أنا أعلم الناس بتزويجه إياها، إني كنت له تربا، وكنت له إلفا وخدنا. وإني خرجت مع رسول الله ذات يوم. حتى إذا كنا بالحزورة (٥) أجزنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم تبيعها، فنادتني، فانصرفت إليها، ووقف لي رسول الله . فقالت: أما بصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة؟ قال عمار: فرجعت إليه فأخبرته فقال: " بلى لعمري " فذكرت لها قول رسول الله فقالت اغدوا علينا إذا أصبحنا، فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة، والبسوا أبا خديجة حلة، وصفرت لحيته، وكلمت أخاها فكلم أباه وقد سقي خمرا فذكر له رسول الله ومكانة وسألته أن يزوجه فزوجه خديجة وصنعوا من البقرة طعاما فأكلنا منه ونام أبو هاشم استيقظ صاحيا. فقال: ما هذه الحلة وما هذه الصفرة وهذا الطعام؟ فقالت له ابنته التي كانت قد كلمت عمارا هذه حلة كساكها محمد بن عبد الله ختنك، وبقرة أهداها لك، فذبحناها حين زوجته خديجة، فأنكر أن يكون زوجه، وخرج يصيح حتى جاء الحجر، وخرج بنو هاشم برسول الله فجاؤوه فكلموه. فقال أين صاحبكم الذي تزعمون أني زوجته خديجة؟ فبرز له رسول الله فلما نظر إليه، قال إن كنت زوجته فسبيل ذاك، وإن لم أكن فعلت فقد زوجته.

وقد ذكر الزهري في سيره أن أباها زوجها منه وهو سكران وذكر نحو ما تقدم حكاه السهيلي. قال المؤملي: المجتمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه وهذا هو الذي رجحه السهيلي (٦) وحكاه عن ابن عباس وعائشة قالت: وكان خويلد مات قبل الفجار، وهو


(١) وأخرجه الإمام أحمد في مسنده مطولا بإسناد ضعيف. والهيثمي في مجمع الزوائد عنه وعن الطبراني وقال رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح.
(٢) في الدلائل ج ٢/ ٧١; الموصلي.
(٣) في الدلائل وتقريب التهذب: أبي عبيدة.
(٤) في الدلائل، مقسم: أبي القاسم مولى عبد الله، وهو الصواب. ويقال له مولى ابن عباس للزومه، صدوق. مات سنة ١٠١ هـ. (تقريب التهذيب).
(٥) الحزورة: كانت الحزورة سوق مكة، ودخلت في المسجد لما زيد، وباب الحزورة معروف من أبواب المسجد الحرام، والعامة تقول: باب عزورة.
(٦) وعند الواقدي قال: الثبت عندنا المحفوظ من أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار وان عمها عمرو بن أسد زوجها من رسول الله وافقه الكلبي عن ابن عباس. وابن سعد بسنده عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس. (الطبقات - عيون الأثر).

<<  <  ج: ص:  >  >>