للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو الشقي وهذا الأسلوب في الكلام له نظائر في القرآن الحكيم.

وروى الحافظ بن عساكر عن مجاهد قال: أمر الله ملكين أن يخرجا آدم وحواء من جواره فنزع جبريل التاج عن رأسه وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه وتعلق به غصن فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة فنكس رأسه يقول العفو العفو فقال الله فرارا مني قال بل حياء منك يا سيدي وقال الأوزاعي عن حسان هو بن عطية مكث آدم في الجنة مائة عام وفي رواية ستين عاما وبكى على الجنة سبعين عاما وعلى خطيئته سبعين عاما وعلى ولده حين قتل أربعين عاما … رواه بن عساكر.

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن سعيد عن ابن عباس قال أهبط آدم إلى أرض يقال له دحنا بين مكة والطائف … وعن الحسن قال اهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس بدستميسان من البصرة على أميال وأهبطت الحية بأصبهان رواه ابن أبي حاتم أيضا … وقال السدي نزل آدم بالهند ونزل معه بالحجر الأسود وبقبضة من ورق الجنة فبثه في الهند فنبتت شجرة الطيب هناك (١) … وعن ابن عمر قال اهبط آدم بالصفا وحواء بالمروة. رواه ابن أبي حاتم أيضا وقال عبد الرزاق قال معمر أخبرني عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال: إن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شئ وزوده من ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير … وقال الحاكم في مستدركه أنبأنا أبو بكر بن بالويه عن محمد بن أحمد بن النضر عن معاوية بن عمر عن زائدة عن عمار بن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس. ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وفي صحيح مسلم من حديث الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله : " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها " وفي الصحيح من وجه آخر " وفيه تقوم الساعة " وقال أحمد حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار عن عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة عن النبي قال: " خير يوم طلعت فيه الشمس


(١) قال القرطبي ج ١/ ٣١٩: اهبط آدم بسرنديب في الهند بجبل يقال له بوذ/ وفي المسعودي ومعجم
البلدان:
الراهون/ ومعه الورق الذي خصفه من ورق الجنة فيبس فذرته الرياح فانتثر في بلاد الهند.
واهبط إبليس ببيسان/ بلدة بمرو وبالشام وموضع باليمامة. وفي المسعودي بالأبلة (قرب البصرة من جانبها
البحري)
والحية وببيسان وقيل بسجستان (إحدى مدن خراسان) وفي المسعودي: بأصبهان راجع مروج الذهب
ج ١/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>