للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهدايا النجاشي ابن أخي النجاشي ذو نخترا أو ذو مخمرا أرسله ليخدم النبي عوضا عن عمه وأرضاهما. وقال السهيلي: توفي النجاشي في رجب سنة تسع من الهجرة وفي هذا نظر والله أعلم. وقال البيهقي أنبأنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطوسي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا هلال بن العلاء الرقي حدثنا أبي، العلاء بن مدرك، حدثنا أبو هلال بن العلاء عن أبيه عن أبي غالب عن أبي أمامة. قال قدم وفد النجاشي على رسول الله فقام يخدمهم، فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله. فقال: " إنهم كانوا لأصحابي مكرمين وإني أحب أن أكافيهم ". ثم قال وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني: أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا هلال بن العلاء حدثنا أبي، حدثنا طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة. قال: قدم وفد النجاشي على رسول الله فقام رسول الله يخدمهم فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله. فقال: " إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين وإني أحب أن أكافيهم ". تفرد به طلحة بن زيد عن الأوزاعي. وقال البيهقي حدثنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو. قال: لما قدم عمرو بن العاص من أرض الحبشة جلس في بيته فلم يخرج إليهم، فقالوا: ما شأنه ماله لا يخرج؟ فقال عمرو: إن أصحمة يزعم أن صاحبكم نبي.

قال ابن إسحاق: ولما قدم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة على قريش ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول الله ، وردهم النجاشي بما يكرهون، وأسلم عمر بن الخطاب وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره امتنع به أصحاب رسول الله وبحمزة حتى غاظوا (١) قريشا فكان عبد الله بن مسعود يقول: ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر [بن الخطاب] فلما أسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه (٢). قلت: وثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب (٣). وقال زياد البكائي: حدثني مسعر بن كدام عن سعد بن إبراهيم. قال: قال ابن مسعود: إن إسلام عمر كان فتحا، وإن هجرته كانت نصرا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه.

قال ابن إسحاق: وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله إلى


(١) في السيرة: عازوا: أي غلبوا قريشا.
(٢) سيرة ابن هشام: ١/ ٣٦٦.
(٣) في ٦٢ كتاب فضائل الصحابة (٦) باب وفي ٦٣ كتاب مناقب الأنصار ٣٥ باب والبيهقي في الدلائل عنه ج ٢/ ٢١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>