للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدؤلي - أو (١) من حدثه أبو الزناد عنه - وحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال سمعت ربيعة بن عباد يحدثه أبي. قال: إني لغلام شاب مع أبي بمنى، ورسول الله يقف على منازل القبائل من العرب فيقول: " يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، آمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا وأن تخعلوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي، وتصدقوا بي، وتمنعوني، حتى أبين عن الله ما بعثني به ". قال وخلفه رجل أحول وضئ له غديرتان عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول الله من قوله وما دعا إليه. قال ذلك الرجل: يا بني فلان إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم، وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه. قال فقلت لأبي: يا أبت، من هذا الرجل الذي يتبعه ويرد عليه ما يقول؟ قال: هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب، أبو لهب (٢). وقد روى الإمام أحمد هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي العباس: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. عن أبيه: أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الدئل - وكان جاهليا فأسلم - قال رأيت رسول الله في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضئ الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب - يتبعه حيث ذهب - فسألت عنه فقالوا هذا عمه أبو لهب. ورواه البيهقي من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري عن محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن ربيعة الدئلي: رأيت رسول الله بسوق ذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله، ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول: أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم ودين آبائكم. قلت من هذا؟ قالوا هذا أبو لهب. وكذا رواه أبو نعيم في الدلائل من طريق ابن أبي ذئب وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام كلاهما عن محمد بن المنكدر به نحوه. ثم رواه البيهقي من طريق شعبة عن الأشعث بن سليم عن رجل من كنانة. قال: رأيت رسول الله يسوق ذي المجاز وهو يقول: " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " وإذا رجل خلفه يسفي عليه التراب، فإذا هو أبو جهل وهو يقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم فإنما يريد أن تتركوا عبادة اللات والعزى. كذا قال في هذا السياق أبو جهل. وقد يكون وهما ويحتمل أن يكون تارة يكون ذا، وتارة يكون ذا وأنهما كانا يتناوبان على إذائه .

قال ابن إسحاق: وحدثني ابن شهاب الزهري: أنه أتى كندة في منازلهم وفيهم سيد لهم يقال له مليح، فدعاهم إلى الله ﷿ وعرض عليهم نفسه فأبوا عليه: قال ابن


(١) من ابن هشام، وفي الأصل: ومن.
(٢) الخبر في ابن هشام ٢/ ٦٤ - ٦٥. وفيه:
- زيد بن أسلم العدوي أبو أسامة، ويقال أبو عبد الله المدني، مولى عمر. (تهذيب التهذيب).
- الدؤلي: وفي رواية الديلي وفي الديلي والدؤلي أقوال. (تراجم الرجال).

<<  <  ج: ص:  >  >>