للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباغية " (١) وهذا إسناد على شرط الصحيحين. وقد أورد البيهقي وغيره من طريق جماعة عن خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي سعيد الخدري. قال: كنا نحمل في بناء المسجد لبنة لبنة، وعمار يحمل لبنتين لبنتين. فرآه النبي فجعل ينفض التراب عنه ويقول: " ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن (٢). لكن روى هذا الحديث الامام البخاري عن مسدد عن عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء، وعن إبراهيم بن موسى عن عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء به إلا أنه لم يذكر قوله تقتلك الفئة الباغية.

قال البيهقي: وكأنه إنما تركها لما رواه مسلم من طريق عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال أخبرني من هو خير مني أن رسول الله قال لعمار حين جعل يحفر الخندق، جعل يمسح رأسه ويقول: " بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية " (٣) وقد رواه مسلم أيضا من حديث شعبة عن أبي مسلم عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال حدثني من هو خير مني - أبو قتادة - أن رسول الله قال لعمار بن ياسر " بؤسا لك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية " وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا وهيب عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن رسول الله لما حفر الخندق كان الناس يحملون لبنة لبنة، وعمار - ناقة من وجع كان به - فجعل يحمل لبنتين لبنتين قال أبو سعيد فحدثني بعض أصحابي أن رسول الله كان ينفض التراب عن رأسه ويقول: " ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية " (٤). قال البيهقي: فقد فرق بين ما سمعه بنفسه وما سمعه من أصحابه (٥).


(١) أخرجه البيهقي في الدلائل من طريق إسماعيل الصفار، وهو جزء من حديث أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ٢٨٩ وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ٤/ ٣١٩.
(٢) رواه البيهقي في الدلائل ج ٢/ ٥٤٦.
ورواه البخاري في ٨ كتاب الصلاة ٦٣ باب فتح الباري ١/ ٥٤١ عن مسدد، وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد عن إبراهيم بن موسى. وأخرجه مسلم في كتاب الفتن ٤/ ٢٣٣٥، والترمذي في مناقب عمار بن ياسر ٥/ ٦٦٩ وأحمد في مسنده ٢/ ١٦١.
وقال البيهقي: وفي رواية البخاري عن إبراهيم بن موسى عن عبد الوهاب ترك لفظة " تقتلك الفئة الباغية " وكأنه إنما تركها لمخالفة أبي نضرة عن أبي سعيد عكرمة في ذلك.
(٣) دلائل النبوة ج ٢/ ٥٤٨، ومسلم في كتاب الفتن ٤/ ٢٣٣٥.
(٤) مسلم في كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة ٤/ ٢٣٣٥ ورواه الإمام أحمد في مسنده ٣/ ٥.
(٥) العبارة في الدلائل: ٢/ ٥٤٩: وقد بين عن أبي نضرة، عن أبي سعيد في هذه الرواية ما سمع من غيره من هذا الحديث ونقل فيها حمل اللبنة واللبنتين كما نقلها عكرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>