للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلف في الوعد أمر لا يستحب وإن كان جائزًا، ولا كراهة فيه إذا كان (١) عند الوعد عازمًا ثم بدا له أن لا يفعل، فأما إذا كان يضمر وقت الوعد أن لا يفعل كان نفاقًا وتغريرًا وهو ممنوع.

[باب في المداراة]

قوله [من تركه الناس اتقاء فحشه] من (٢) هذه تصلح للإطلاق على النبي صلى الله عليه وسلم، فالمعنى إني لم أفحش لئلا ينفض الناس من حولي، وتصلح للإطلاق على الذي جاءه صلى الله عليه وسلم بأني لم أترك ما كان له إلا لاتقائي بالمداراة عن فحشه.

[باب في الكبر]

قوله [لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من


(١) لما تقدم في كلام العيني الإشارة إليه من حديث سلمان، وفي جمع الفوائد من حديث زيد بن أرقم رفعه: إذا وعد الرجل ونوى أن يفي به فلم يف به فلا جناح عليه، لأني داؤد والترمذي بلفظه، ولرزين: من وعد رجلاً فلم يأت أحدهما إلى وقت الصلاة، وذهب الذي جاء ليصلي فلا إثم عليه.
(٢) يعني مصداق لفظة ((من)) يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون الرجل الداخل، ويؤيد الأول لفظ البخاري: يا عائشة متى عهدتني فحاشا، إن شر الناس منزلة من تركه الناس اتقاء شره، ويؤيد الثاني ما قال العيني: في الحديث مدارة من يتقي فحشه.

<<  <  ج: ص:  >  >>