للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يتحقق لهم الأمر في أن عليًا رضي الله عنه على الحق، ولذلك لم يشتركوا شيئًا من الفريقين.

[باب في أشراط الساعة]

قوله [لا يحدثكم أحد بعدي] لأن الصحابة كانوا قد انقضوا ههنا في البصرة وإن كان بعض من الصحابة حيًا بعد في ديار بعيدة. قوله [قيم وأحد] الظاهر أن معناه القائم بأمورهن وقد تقع أمثال ذلك كثيرًا، وقيل: معناه الزوج وهذا واقع (١) أيضًا وإن كان يقل نسبة إلى الأول.

قوله [إلا والذي بعده شر منه] هذه الشرية كلية فلا ينافيها كون بعض من خلف الحجاج خيرًا منه.

قوله [أمثال الأستوانة] أي في المقدار لا في الشكل. قوله [ثم يدعونه (٢) فلا يأخذون منه شيئًا] ووجه ذلك إما كثرة الفتن فلا يشتغل أحد بالأموال وجمعها أو كثرة مالهم (٣) من الذهب والفضة فلا يكون لأحد احتياج إليها ولكن الناس كثير منهم يكونون زاهدين أيضًا، ولا يكون لهم أموال ولا افتقار إليها بل استغناء، وبذلك عرفت أن أداء الزكاة في هذا الوقت ليس بعسير بالأداء إلى


(١) زاد في الإرشاد الرضى: كما وقع لمحمد شاه الدهلوي وواجد على شاه اللكهنوي قلت: وكذلك وقع لبعض الأمراء الآخر.
(٢) بفتح الدال المهملة أي يتركونه.
(٣) وفي أشراط الساعة: ومنها كثرة المال وفيضه، روى الشيخان عن أبي هريرة لا تقوم الساعة حتى يكثر المال فيكم الحديث. وهذا وقع في زمن عثمان، كثرت الفتوح حتى اقتسموا أموال الفرس والروم، ووقع في زمان عمر بن عبد العزيز أن الرجل يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبله، وسيقع في آخر الزمان في زمن عيسى عليه السلام، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>