للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبواب الاستيذان (١) والآداب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[باب في إفشاء السلام]

قوله [لا تدخلوا الجنة] لعله نفي بصيغة النهي وهكذا قوله (٢) [لا تؤمنوا] والمراد بهما معناهما الإخباري لا الإنشائي، أو يقال: إن العرب تعامل بالنون معاملة حرف العلة فتحذفها تحقيقًا كما في قوله تعالى: {أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} وقول الشاعر «ألم يك بيننا بلد بعيد» ثم قوله: لا تدخلوا


(١) قال القاري: بسكون الهمزة، ويبدل ياء، معناه طلب الإذن والأصل فيه قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} الآيات، قال الطيبي: وأجمعوا على أن الاستيذان مشروع، واختلفوا في أنه هل يستحب تقديم السلام أو الاستيذان، والصحيح تقديم السلام، فيقول: السلام عليكم أدخل، انتهى.
(٢) وبذلك جزم القاري إذ قال بعد البسط في اختلاف النسخ: لعل الوجه أن النهي قد يراد به النفي كعكسه المشهور عند أهل العلم، وقال أيضًا: ولعل حذف النون للمجانسة والازدواج، والمعنى لا تؤمنون إيمانًا كاملاً حتى تحابوا بحذف إحدى التائين وتشديد الموحدة المضمومة، أي حتى يجب كل منكم صاحبه، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>