(٢) ففي المشكاة برواية الصحيحين عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم. حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه، وبرواية الصحيحين أيضًا، عن ابن مسعود مرفوعًا: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله تعالى بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها، وغير ذلك من النصوص الكثيرة في الباب. (٣) أورد عليه بعض مشايخ الدرس أن ما يصيب في الآخرة لا يكون كفارة، ويؤيده ما حكى الحافظ عن عمر بن عبد العزيز قال: ما أحب أن يهون علي سكرات الموت، إنه لآخر ما يكفر به عن المؤمن، انتهى. لكن سيأتي عن كلام القارئ تحت قوله: فما بعده أيسر منه، لأنه لو كان عليه ذنب لكفر بعذاب القبر، وحكى الحافظ قال الحميدي يفي كتاب الموازنة: الناس ثلاثة، من رجحت حسناته على سيئاته، أو بالعكس، أو من تساوت، حسناته وسيئاته، فالأول فائز بنص القرآن، والثاني يقتضي منه بما فضل من معاصيه على حسناته من النفخة إلى آخر من يخرج من النار، إلى آخره. وفي ((لوائح الأنوار الإلهية)) قال بعضهم: من فعل سيئة فإن عقوبتها تدفع عنه بأحد عشرة أسباب: أن يتوب فيتاب عليه، أو يستغفر فيغفر له، أو يعمل حسنات فتمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات، أو يبتلي في الدنيا بمصائب فيكفر عنه، أو في البرزخ بالضغطة والفتنة فيكفر عنها، أو يبتلي في عرصات القيامة بأهوال تكفر عنه، أو تدركه شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، إلى آخر ما بسط.