للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترغيبًا لهم إليه، ودلت القصة أن الواردات من الحال لا تكون دائمة ولا تظهر على كل أحد (١) إنما ساعة وساعة.

قوله [عصم من فتنة الدجال] المراد به الدجال المعلوم الموعود أو كل فاتن، وعلى الثاني فقيل: إن قراءة هذه الآي تعصم عند ظلمة الحكام.

[باب ما جاء في يس]

قوله [ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها إلخ] قد سبق تأويله فيما تقدم من أن المراد بذلك الأجر المعين لقراءة يس مع ما يؤتى له بعد ذلك منة منه تعالى وفضلًا، وفي القرآن لم يرد ها هنا إلا ما هو له معين من الآجر.

[باب ما جاء في سورة الملك]

قوله [خباءة على قبر وهو لا يحسب أنه قبر] اختلفوا في وطى القبور بعد استوائها بالأرض وذهاب حدبتها، فمن محجوز له ومن مانع (٢) عنه، ولكل وجهة، فمن أجازها حمل قوله (وهو لا يحسب) على محض بيان واقعة وقال: لو كان الوطى محظورًا لقوض خيامه بعد العلم مع أنه غير مذكور، ولم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم هل عدلت بعد العلم عنه أم لا؟ ومن منعه حمل قوله (وهو لا يحسب) على المعذرة عما فعله، وذكر العدول من فوقه غير مذكور وذلك لا يستلزم عدم وقوعه، وكيفيما كان فالقراءة بعد الموت ليست للثواب


(١) وقد تقدم عند المصنف في قصة بكاء حنظلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وعلى فرشكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة.
(٢) وفي مراقي الفلاح: قال قاضي خان: لو وجد طريقًا في المقبرة وهو يظن أنه طريق أحدثوه لا يمشي في ذلك، وإن لم يقع في ضميره لا بأس بأن يمشي فيه، انتهى. قال الطحاوي: قوله إنه طريق أحدثوه أي وتحته الأموات كما قيده بعضهم، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>