للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما جاء في الشهداء (١) من هم] قوله [المطعون] قيل الطاعون كل مرض عام وقيل بل هي الخراجات التي تخرج في المغابن كالفخذ والإبط [المبطون] يشمل كل مرض من أمراض البطن والكبد والقلب والرأس كأنه مأخوذ من الباطن خلاف الظاهر وليس بمختص بأمراض البطن فقط.

قوله [فلا تخرجوا منها (٢)] لئلا يتخرج الناس الذين أنتم واردون عليهم بظن منهم أنكم أتيتم من مكان مرض فلستم خالين منه ولئلا يتفرد المرض الذين مرضوا ههنا فيتوحشوا إذ ليس يبقى لهم إذًا من يخدمهم ويقوم بأمرهم أو لأن في الفرار منه أيام الفرار من المقدر مع أن المقدور واقع لا محالة فلا ينبغي أن يكل في أموره وما ينوبه من الأمراض والعلل إلا إلى الله سبحانه.

قوله [فلا تهبطوا (٣) عليها] لقوله تعالى {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ويعلم من ذلك أن فيه أثرًا وإن كان بإذن الله تعالى وخلقه وتحت إرادته ولأن الوسوسة


(١) اعلم أن الشهيد في كتب القوم على ثلاثة أنواع شهيد في الدنيا والآخرة وشهيد في الدنيا لا الآخرة وعكسه وهو المراد ههنا ولخصت في الأوجز جملة من أطلق عليها اسم الشهادة فيما ظفرت من الكتب والروايات فبلغت إلى قريب من ستين فارجع إليه لو شئت التفصيل.
(٢) وفي الدر المختار إذا خرج من بلدة فيها الطاعون فإن علم أن كل شيء بقدر الله تعالى فلا بأس بأن يخرج ويدخل وإن كان عنده أنه لو خرج نجا ولو دخل ابتلى به كره له ذلك فلا يدخل ولا يخرج صيانة لاعتقاده وعليه حمل النهي في الحديث الشريف انتهى، قلت: وينبغي أيضًا أن يقيد بأن لا يفسد عقيدة غيره بخروجه.
(٣) قال أبو الطيب بفتح المثناة الفوقية وكسر الموحدة أي لا تنزلوا عليها لأنهم معذبون أو لأنه أسكن للنفس وأطيب للعيش، وقال القاضي: أنه تهورًا، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>