قوله [قلنا: ما بعث إليه هذه الساعة إلخ] وبذلك يعلم أنهم كانوا لا يعتادون الدخول على الأمراء إلا بعد طلبهم، وتقدير العبارة هكذا: ما بعث مروان إلى زيد بن ثابت رسوله إلا ليسأل عنه مروان عن شيء. قوله [نعم سألنا عن أشياء] وكان يرد عليه أنه كيف سارع إلى باب الأمير هذه الساعة ولم يؤخره إلى غير ذلك الوقت اعتذر عنه بأنا مأمورون بالتبليغ فلا نؤخره، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله إلخ، وأما ما سأله عنه مروان فغير مبين في هذا الحديث.
قوله [فرب حامل فقه إلى من هو أفقه] لفظ الحديث مشعر بأن الرواة في رواياتهم ثلاثة أقسام: فقيه، وأفقه، وغير فقيه، أما الأول فثابت بقوله إلى من هو أفقه منه، فإن استعمال أفعل التفضيل في المحمول إليه ينبئ عن كون الحامل متصفًا بالفقاهة، وإن كان أدون من المحمول إليه فيها، وأما الأفقه فباستعمال (١)«رب» في قوله رب حامل فقه، فإن مفهومه أن كثيرًا من حاملي الفقه أفقهون من المحمولين إليهم، ثم صرح بالقسم الثالث فيما بعد بأن من الحامل من ليس بفقيه.
(١) فإن كون الحامل وهو الشيخ أفقه من المحمول إليه وهو التلميذ ظاهر، ولذا لم يذكره نصًا، وأما عكسه وكذا كون الحامل غير فقيه كانا خفيين، ولذا ذكرهما بلفظ رب الذي أصله التقليل.