للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بيته قصصًا فيطعمني ثمة شيئًا، فإن التعرض للكريم تذكير إياه للكرم، وإنما وجه الفقير باعثه على بذل النعم، ولذلك كان جعفر حيثما رآه تذكر ماله من الحق عليه فقاده إلى بيته وأحضر ما حضر بين يديه.

[مناقب الحسن والحسي ن]

قوله [سيدا شباب أهل الجنة] أي من مات (١) شابًا، وإن لم يموتا شابين، وقد مر تقريره في فضل الشيخين. قوله [وعلى رأسه ولحيته التراب] وإنما ارتسم ذلك في القوة الخيالية للرائي ولم يكن ثمة في الحقيقة تراب ولا غبار، أفترى النبي صلى الله عليه وسلم أغبر وهو في عالم وراء عالمكم هذا الذي وقع فيه القتال، وليس هناك شيء من تلك العوارض التي تعتري لنا في المعارك والملاحم، غير أن النائم قلما يرى شيئًا إلا وهو يتخيله حسبما ارتسم في خياله من محسوساته، ولذلك ترى كثيرًا من أهل الصناعات والحرف يرون أشياء مختلفة حسب اختلاف ممارستهم وملابستهم، والمؤدى يكون واحدًا، وهذا ظاهر بالتأمل.

قوله [قميصان أحمران] يمكن من هذا المقام استنباط جواز الالباس للصبيان


(١) قال المظهر: هما أفضل من مات شابًا في سبيل الله من أصحاب الجنة، ولم يرد به سن الشباب لأنها مانا وقد كهلا، بل ما يفعله الشباب من المروءة، كما يقال: فلان فتى وإن كان شيخًا يشير إلى مروءته وفتوته، أو أنهما سيدا أهل الجنة سوى الأنبيا والخلفاء الراشدين، وذلك لأن أهل الجنة كلهم في سن واحد، وهو الشباب، وليس فيهم شيخ ولا كهل، قال الطيبي: ويمكن أن يراد: هما الآن سيدا شباب من هم من أهل الجنة من شبان هذا الزمان، انتهى. كذا في المرقاة، وبسط في تخريج الحديث، وقد روى عن جماعة من الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>