للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن يخفي سائرهم فيغتروا وأن يريهم الفرار من أنفسهم فإذا ظنوا الفرار وعلموا ضعفهم واطمأنوا عن أن يغلبوا عليهم كر عليهم مرة واحدة إلى غير ذلك.

[باب في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم]

قوله [تسع عشرة] لعله اعتبرت الغزوات التي وقعت الرحلة لها قصدًا أو اعتبر الكبار أو ما وقعت فيه الحرب ولم يذكر ما ليس فيها حرب مع أن مفهوم العدد لا يعتبر به وإلا فهي بلغت (١) أكثر من ذلك، قوله [العشيراء (٢) أو العسيراء] إما من شك الراوي في اللفظ


(١) واختلفوا فيها جدًا ففي سيرة اليعمري وابن هشام والاكتفاء والمواهب سبع وعشرون كما قاله ابن إسحاق غزوة ودان وهي الأبواء ثم غزوة بواط ثم العشيراء ثم بدر الصغرى ثم بدر الكبرى ثم غزوة بني سليم ثم السويق ثم غطفان وهي غزوة ذي أمر ثم بحران ثم غزوة أحد ثم حمراء الأسعد ثم بني النضير ثم ذات الرقاع ثم بدر الأخرى ثم دومة الجندل ثم الخندق ثم بني قريظة ثم بني لحيان من هذيل، ثم ذي قرد ثم بني المصطلق وهي المريسيع، ثم الحديبية ثم خيبر ثم عمرة القضاء، ثم الفتح ثم حنين ثم الطائف ثم تبوك، وقاتل صلى الله عليه وسلم في تسع غزوات منها وهي غزوة بدر وأحد والخندق وبني قريظة وبني المصطلق وخيبر والفتح وحنين والطائف وهذا الترتيب عن ابن إسحاق، وخالفه ابن عقبة في بعضه، وقيل جميع غزواته أربع وعشرون، وقيل إحدى وعشرون، وقيل تسع عشرة وقيل غير ذلك كما بسطها صاحب الخميس.
(٢) والحديث هكذا ذكره البخاري إلا أن في سياقه العشير أو العسيرة، قال الحافظ: كذا بالتصغير والأول بالمعجمة بلاهاء والثانية بالمهملة وبالهاء ووقع في الترمذي بلا هاء فيهما انتهى، زاد في رواية فذكرت لقتادة فقال العشيرة قال الحافظ: القائل هو شعبة وقول قتادة هو بالمعجمة وبإثبات الهاء وقول قتادة هو الذي اتفق عليه أهل السير، وهو الصواب، وأما غزوة العسيرة بالمهملة فهي غزوة تبوك قال تعالى {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} سميت بذلك لما كان فيها من المشقة وهي بغير تصغير، وأما هذه فنسبت إلى المكان الذي وصلوا إليه واسمه العشير أو العشيرة بذكر ويؤنث وهو موضع، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>