للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحب الأطعمة إليه إن شفى، وكان ذلك جائزاً في شريعتهم، فترك لحوم الإبل وألبانها، وأما نحن فقد نهينا عنه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}. قوله [ونفضل بعضها إلخ] مع كون الأصل واحداً.

[من سورة إبراهيم]

قوله [كشجرة خبيثة] يعني أنها ليست بنافعة ولا مفيدة وإن كان ضررها (١) باقياً فليس التشبيه إلا في عدم الجدوى.


(١) الظاهر أن الضمير إلى كلمة خبيثة، وحاصل الكلام أن التشبيه ليس في بقاء المضرة، ليشكل أن مضرة الكلمة الخبيثة- وهي كلمة الكفر- باقية ثابتة لازمة لصاحبها بخلاف المشبه به، فدفعه الشيخ بأن التشبيه ليس في لزوم المضرة أو بقائها بل في عدم النفع بها، ففي البحر المحيط: الشجرة الخبيثة شجرة الحنظل، قاله الأكثرون: ابن عباس ومجاهد وأنس بن مالك، ورواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال الزجاج وفرقة: شجرة الثوم وقيل غير ذلك، وقال ابن عطية: الظاهر عندي أن التشبيه وقع بشجرة غير معينة إذا وجدت منها هذه الأوصاف هو أن يكون كالعضاة أو شجرة السموم ونحوها إذا اجتثت أي اقتلعت جثها بنزع الأصول، وبقيت في غاية الوهي والضعف فتقلبها أقل ربح، فالكافر يرى أن بيده شيئاً وهو لا يستقر ولا يغنى عنه، كهذه الشجرة الخبيثة التي يظن بها على بعد الجاهل أنها شيء نافع، وهي خبيثة الجني غير نافعة، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>