للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم]

حتى بلغت غايته وتجاوزت منه إلى أهل بيته (١)، ولزم من ذلك حب أحاديثه صلى الله عليه وسلم والعمل بمقتضاها، وعدم الضلالة على هذا التقدير ظاهر، فكان المعنى كتاب الله وسنة رسوله، أو يقال: العترة هم الذين كانوا على هديه كما يشعر به الرواية الآتية، وهو قوله (٢): ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض، ففي هذا دليل على أن المراد بالعترة هم الذين وافق أمرهم كتاب الله.

قوله [وعلى خلف ظهره] ولم يكن خارجًا عن الرداء بل داخلا فيها، ولإظهار ذلك كرر قوله: فجللهم (٣) بكساء. قوله [اللهم هؤلاء أهل بيتي] قد مر تقريره. قوله [وأعطيت أنا أربعة عشر] ولم يذكر فيهم عثمان (٤)


(١) قال التوربشتي: عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون، ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: أهل بيتي، ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه، انتهى. والمراد بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم، ومحافظة حرمتهم، والعمل بروايتهم، والاعتماد على مقالتهم، وهو لا ينافي أخذ السنة من غيرهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: أصحابي كالنجو بأيهم اقتديتم اهتديتم، إلى آخر ما في المرقاة.
(٢) قلت: وأوضح منه ما في أبي داود من حديث ابن عمر في فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، الحديث.
(٣) هكذا في جميع النسخ الهندية والمصرية بضمير الجمع، والحديث مكرر بسنده ومتنه تقدم في تفسير سورة الأحزاب، وفيه: وعلى خلف طهره فجاله بكساء بإفراد الضمير لعلي، فدخوله في الرداء ظاهر،
(٤) لله در الشيخ ما أجاد، ثم لا يذهب عليك أن الحديث ذكره صاحب المشكاة برواية الترمذي وفيه ذكر أبي ذر موضع حذيفة، ونسخ الترمذي الهندية متظافرة بهذا السياق التي بأيدينا، وليست في المصرية (*) هذه الرواية، ومثل الترمذي ذكرها في جمع الفوائد.
(*) ثم وجد في المصرية في مناقب الحسن والحسين على سياق المشكاة

<<  <  ج: ص:  >  >>