للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن زياد أمكن أ، يثبت الحسن في غير ذلك المذكور، لأن كل امرئ لا يجب أن يختار ما هو المختار عند غيره، فكم من مادح شيئًا هو مذموم عند غيره، بل أثبت حسنه بذكر المشابهة له مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينكر حسنه صلى الله عليه وسلم من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، فسكت ابن زياد (١) ولم يدر ما يجيبه، فلله دره من مستدل على مرامه.

قوله [فإذا حية] ولعل (٢) ذلك انتقام منه جل مجده على ما فعل بالحسين من إدخال خشبة في أنفه، أراه الناس تحقيرًا له وتعظيمًا له.

قوله [وعترتي أهل بيتي] فيه تنبيه على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.


(١) ولا عجب منه فيما فعله، فإن أباه كان ولد زنية استلحقه معاوية، ولذا يقال له زياد بن أبيه.
(٢) قال العيني: ثم إن الله تعالى جازى هذا الفاسق الظالم ابن زياد بأن جعل قتله على يدي إبراهيم بن الأشتر يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة سنة ست وستين على أرض يقال لها الجازر، بينها وبين الموصل خمسة فراسخ، وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي أرسله لقتال ابن زياد، ولما قتل ابن زياد جيء برأسه وبرؤوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار، وجاءت حية دقيقة تخللت الرؤوس حتى دخلت في فم ابن =مرجانة وهو ابن زياد وخرجت من منخره، ودخلت في منخره وخرجت من فيه، وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرؤوس، ثم إن المختار بعث برأس ابن زياد ورؤوس الذين قتلوا معه إلى مكة إلى محمد بن الحنفية، وقيل: إلى عبد الله بن الزبير، فنصبها بمكة، وأحرق ابن الأشتر جثة ابن زياد وجثة الباقين، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>