للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما لا يرتكب فيه أمر محرم، ولما كان هذا ملاك الأمر في تطهيره الباطن عن المقاذر والمعايب عقبه بما يطهر به الظاهر منها فقال التعطر وهو إزالة النتن وتحصيل الطيب مع أن طيبه متعد إلى غيره أيضًا، وكان من جملة ما يطهر به الظاهر السواك فذكره وأخره عنهما لكونه داخلاً من وجه خارجًا من وجه ثم لما يستغن في تحصيل الطهارات الظاهرية والباطنية عن امرأة صالحة لا سيما وهي مسدعية إلى التطيب والتطهر يمتنع بها عن تدنيس باطنها بنجاسات الآثام ويحصل بها أسباب تنظيف الإجرام والأجسام ذكره.

قوله [خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم] أي مهاجرين (١) إلى المدين والمعية ليست حقيقية لأنهم لم يكونوا معه يوم خرج بل المراد هو المعية في نفس الخروج، قوله [يا معشر الشباب (٢)] بين قوله عليه السلام فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج إن سبب الخطاب لهم إنما هو ذاك أي الاحتياج إليهن فالشيوخ الذين توجد فيهم (٣) العلة داخلون في الأمر والشباب الذين لا توجد فيهم خارجون عنه وإنما خص الشباب وإن كان المراد من كان تائقًا لغلبة التوقان منهم دون الشيوخ فإن الغالب في غير الشباب عدم الحاجة.

[باب في النهي عن التبتل]

قوله [ولو أذن له لاختصينا] يعني أن العضو المخصوص إنما فائدته التناسل فلو إذن في التبتل علمنا أن لا احتياج إليه أو يكون هذا


(١) ما أفاده الشيخ هو الأوجه ويؤيده النظر الدقيق على السياق ويحتمل أن يكون الخروج على حقيقته ويكون المراد الخروج من المدينة إلى سفر غير الهجرة.
(٢) قال أبو الطيب: بفتح الشين وتخفيف الموحدة جمع شاب وهو من بلغ ولم يجاوز ثلاثين سنة قاله النووي. وقال القرطبي إلى اثنتين وثلاثين سنة ثم كهل، والمعشر الطائفة الذين يشملهم وصف كالشباب والشيخوخة فالمعشر كالجنس والشباب كالنوع، انتهى.
(٣) أي التوقان عند النكاح والقوة على الباه.

<<  <  ج: ص:  >  >>