للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنت (١) بذلك أمارة على ما ادعاه النبي صلى الله عليه وسلم من نقصان العقل والدين، لا أنها أرادت بذلك لميته فإن المتبادر من قوله ما نقصان عقلها أي ما رأيت من نقصان عقلها ودينها يا نبي الله حتى قلت ذلك، وبذلك يظهر المطابقة بين السؤال والجواب.

[باب الحياء من الإيمان]

قوله [وهو يعظ أخاه في الحياء] أي كان (٢) يأمره بتركها، ويمنعه من الاستحياء.


(١) حاصله رفع إيراد يرد على ظاهر الحديث، وسكت عنه عامة الشراح وهو أن السؤال بما يكون عن حقيقة الشيء ولمه، وعلى هذا فلا يطابق الجواب السؤال، وحاصل الدفع أن السؤال ها هنا ليس عن اللمم، بل عن الأثر المرتب عليه كما هو المتبادر من قوله ما نقصان عقلها، وهو في معنى قوله ما رأيت من نقصان عقلها، وعلى هذا فلا خفاء في تطابق السؤال والجواب.
(٢) قال الحافظ: لم أعرف اسم هذين الواعظ وأخيه، وقوله: يعظ أي ينصح أو يخوف أو يذكر، كذا شرحوه، والأولى أن يشرح بما في البخاري في الأدب بلفظ يعاتب أخاه في الحياء يقول: إنك لتستحي حتى كأنه يقول قد أضربك، ويحتمل أنه جمع الوعظ والعتاب فذكر بعض الرواة ما لم يذكره الآخر، زاد في الإرشاد الرضى أن رجل المذكور كان يستحيي في المعاملات من البيع والشراء وغيرهما، فمن يشتريه نسية أو يعطيه أقل من ثمن الشيء لا يرد عليه حياء، فعاتبه على ذلك أخوه ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>