للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تجاوز الله عن أمتي ما حدثت (١) به أنفسها] هذا في الأقوال والأفعال أي فيما يتعلق وجوده بالفعل أو بالقول، وأما في الاعتقادات فلا تجاوز، وحديث النفس ما يلتذ بها النفس وتقر فيها، وأما الوسوسة والخطرة وهما ما لا قرار لهما ولا تمكن فتجاوز عنهما، قوله [ثلاث جدهن جد وهزلهن جد] العدد غير مانع عن الزيادة وتخصصها للاعتناء بشأنها، قوله [عبد الرحمن بن أدرك] غلط في جميع النسخ، وإنما هو بتقديم الراء (٢) على الدال [وماهك] غير منصرف لأنه عجمي.

[باب ما جاء في الخلع]

قوله [أن تعتد بحيضة] ذهب (٣) بعضهم إلى


(١) قال أبو الطيب هذا يدل على عدم المؤاخذة بحديث النفس قبل التكلم به وهذا لا ينافي ثبوت الثواب على حديث النفس أصلاً فمن قال إنه معارض بحديث من هم بحسنة فلم يعملها كتب له حسنة فقدوهم، بقي الكلام في اعتقاد الكفر ونحوه والجواب أنه ليس من حديث النفس بل هو مندرج في العمل وعمل كل شيء على حسبه أو نقول الكلام فيما يتعلق به تكلم أو عمل بقرينة ما لم تتكلم، وهذا ليس منهما وإنما هو أفعال القلب وعقائده ولا كلام فيه إلى آخر ما بسطه، ولفظ أنفسها منصوب على المفعولية ففي حدثت ضمير الفاعل راجع إلى أمتي أو مرفوع على الفاعلية فلا ضمير في حدثت.
(٢) هكذا ضبطه أبو الطيب وضبط الشيخ سراج بتقديم الدال والأوجه الأول كما يدل عليه الترتيب في كتابي الحافظ التقريب والتهذيب من ترجمة عبد الرحمن بن اردك.
(٣) اختلف في الخلع أنه فسخ أو طلاق، فقال أبو حنيفة وأصحابه وابن أبي ليلى ومالك: أنه الطلاق البائن، وقال أحمد بن حنبل وإسحاق وأبو ثور إنه فسخ لا طلاق، وللشافعي قولان مثلهما، وقال الظاهرية: طلاق رجعي، كذا في البذل والتعليق الممجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>