للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في ذهاب البصر]

قوله [إذا أخذت كريمتي عبدي إلخ] أي وصبر عليه كما بينه في الحديث الآتي. قوله [يلبسون للناس جلود الضأن] هذا على ظاهره فإن جلود الضأن كانت البتة لأمثال هؤلاء، وما قاله المحشى (١) صحيح أيضًا.

[باب في حفظ اللسان]

قوله [ما النجاة؟ (٢)] لما علم من حال السائل إيمانه وإتيانه بالأركان لم يتعرض لذلك وبين أن الكف عن المعاصي ملاك الأمر وجل القضية، ولما كانت المعاصي أكثرها باللسان خصصها بالذكر أولاً، ثم بين أن مخالطة الناس تدعو إلى ارتكاب ما ينافي النجاة فمنعه، ثم عقب كل ذلك بالاستغفار ليمحي ما بدر من الخطايا والسيئات. قوله [فرأى أم الدرداء متبذلة] وكان ذلك قبل (٣) نزول الحجاب.


(١) ولفظه: لبس جلود الضأن كناية عن إظهار اللين مع الناس، انتهى. وقال القاري: المراد به عينه أو ما غلبه من الصوف وهو الأظهر، فالمعنى أنهم يلبسون الأصواب ليظنهم الناس زهادًا وعبادًا تاركين الدنيا راغبين في العقبى (من اللين) أي من أجل التلين والتلطف والتمسكن والتقشف مع الناس، وأرادوا به في حقيقة الأمر التملق والتواضع ليصيروا مريدين لهم ومعتقدين لأحوالهم، انتهى.
(٢) أي ما الخلاص عن الآفات؟ قال الطيبي: والجواب على أسلوب الحكيم، سئل عن حقيقة النجاة. فأجاب ع سببه، لأنه أهم بحاله وأولى، وكان الظاهر أن يقول: حفظ اللسان، فأخرجه على سبيل الأمر الذي يقتضي الوجوب مزيدًا للتقرير والاهتمام، قال القاري: فيه تكلف بل تعسف في حق الصحابي، بل الأولى في التقدير: ما سبب النجاة؟ بقرينة الجواب، انتهى مختصرًا.
(٣) ولا مانع من ذلك، وأيضًا فابتذال الحال يعرف بعد الحجاب الشرعي أيضًا كما لا يخفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>