للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [ما الدنيا في الآخرة] أي عمر الدنيا (١) من حين وجدت إلى وقت إفنائها إذا قوبلت بعمر الآخرة، أو ما نعيم الدنيا من حين أخرجت إلى حين تفئ في جنب نعيم الآخرة ونعمها.

[باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر]

أي حال الدنيا منحصر في حال أربعة نفر، والمراد بذلك حال أصحاب أمتعة الدنيا، لا بمعنى الغفلة، ومن


(١) قال القارئ: أي ما مثل الدنيا من نعيمها وزمانها في جنب الآخرة بمقابلة نعيمها وأيامها (إلا مثل) بكسر الميم وسكون المثلثة (ما يجعل) ما مصدرية أي مثل جعل أحدكم (في اليم) أي مغموسًا في البحر المفسر بالماء الكثير (فلينظر) أي فليتأمل، يعني أن منح الدنيا ومحنها في كسب الجاه والمال من الأمور الفانية السريعة الزوال، فلا ينبغي لأحد أن يفرح ويغتر بسعتها، بل يقول في الحالتين: لا عيش إلا عيش الآخرة، كما قاله صلى الله عليه وسلم مرة في يوم الأحزاب، وأخرى في حجة الوداع، وقال الطيبي: كأنه صلى الله عليه وسلم يستحضر تلك الحالة في مشاهدة السامع، ثم يأمره بالتأمل والتفكر، وهذا تمثيل على سبيل التقريب، وإلا فأين المناسبة بين المتناهي وغير المتناهي، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>