للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما جاء في شأن الصراط]

قوله [قلت: يا رسول الله فأين أطلبك؟ إلخ] هذا يخالف ما وقع في حديث (١) عائشة: أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر


(١) أخرجه أبو داود بلفظ: فهل تذكرون نبيكم يوم القيامة؟ فقال رسول صلى الله عليه وسلم: أما في ثلاثة مواطن، فلا يذكر أحد أحدًا: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل، وعند الكتاب حتى يعلم أين يقع كتابه، وعند الصراط، انتهى مختصرًا، وحكى الشيخ في بذل المجهود عن فتح الودود: ظاهره عموم هذه الحالة للأنبياء أيضًا، بل ظاهر الكلام مسوق فيه صلى الله عليه وسلم وكونهم على بينة من الله لا ينافيه، فإن غلبة الخوف تنسى حقيقة الأمر، انتهى.
قلت: وشدة خوفه صلى الله عليه وسلم من ربه تعالى مما لا يخفى على من طالع كتب الأحاديث فإنه صلى الله عليه وسلم إذا رأى سحابًا أقبل وأدبر مخافة العذاب، والأوجه عندي في الجواب أن عدم ذكر أحد في هذه المواضع لا ينافي حديث الباب، فإنه صلى الله عليه وسلم وإن كان على ثقة من نفسه فإنه صاحب المقام المحمود لكن اشتغاله صلى الله عليه وسلم بأمر الأمة وأحوالها وأهوالها أكثر من أن يذكر، والشفاعة لمن يحضر صلى الله عليه وسلم ويطالبه مما لا يشكل ولا ينكر، وحاصل الجواب الثاني من كلام الشيخ أن يحمل حديث عائشة على ما قبل الإذن بالشفاعة، وحديث الباب على ما بعد الإذن بالشفاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>