للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضم في الثاني.

[باب في نزول العذاب إذا لم يغير المنكر]

قوله [يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية] وكان غرضه رضي الله عنه دفع ما يتوهم من التعارض (١) في الرواية والآية، وحاصل دفعه أن الآية، وإن كان يتبادر منها أنكم لا يضركم ضلال أحد إذا اهتديتم إلا أن الاهتداء لا يتحقق ما لم يقض حقه في الأمر بالمعروف فهما موافقتان حقيقة. قوله [حتى تقتلوا إمامكم] كما قتلوا (٢) عثمان رضي الله تعالى عنه.

[باب في تغيير المنكر باليد إلخ] قوله [ترك ما هناك] أي الأمر (٣) الذي كانوا يقدمون له الصلاة على الخطبة قد ترك فإن الناس لا يستمعون الخطبة لو أخرت والتذكير واجب فلذلك قدمناها، وهذه حيلة اخترعها وإلا لقد كان لسبب أهل بيته صلى الله عليه وسلم في خطبته. قوله [وذلك أضعف الإيمان] يحتمل أن يشار إلى الرجل القائم به ويكون بيانًا للرجل نفسه، والمعنى على هذا أن هذا الذي


(١) ويؤيد ذلك سياق أبي داؤد بلفظ يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها الحديث، وأخرج أيضًا عن أبي أمية، قال سألت أبا ثعلة، كيف تقول في هذه الآية، قال أما والله لقد سألت عنها خبيرًا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا، الحديث.
(٢) قلت: ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما ذكروا من قتل الأمير قبيل خروج المهدي عليه السلام.
(٣) يعني قد ارتفعت علة التقديم، وقال القارئ الأظهر أن يقال مراده ترك ما تعلم من تقديم الصلاة وصارت السنة والخير الآن تقديم الخطبة لأجل المصلحة التي طرت وهي انفضاض الناس قبل سماع الخطبة لو أخرت، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>