للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد في بعض الروايات أنه قال: هناك (١) الجنة، وتأويل مثل تأويله، فإن الهني إنما يكون ما لم يمازجه شيء من الغصص (٢)، إذا حوسب المرأ لم يبق كذلك.

[باب في قلة الكلام]

. قوله [ما يظن (٣) أن تبلغ ما بلغت] يعني أن


(١) كذا في المنقول عنه، والظاهر أنه تحريف من الناسخ، والصواب هنيئًا لك الجنة، كما في الدر برواية الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته أو امرأة: هنيئًا لك الجنة، الحديث.
(٢) هو إشراق الحلق باعتراض شيء فيه حتى يمنعه التنفس.
(٣) ولفظ المشكاة عن شرح السنة: ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها، قال القارئ: أي ما يعلم الرجل قدر تلك الكلمة ومرتبتها عند الله، والجملة حال، أي والحال أنه يظن أنها يسيرة قليلة، وهي عند الله عظيمة جليلة، قال ابن عيينة: هي العلمة عند السلطان. فالأولى ليرده بها عن ظلم، والثانية ليجره بها إلى ظلم، وقال ابن عبد البر: لا أعلم خلافًا في تفسيرها بذلك، قال الطيبي: فإن قلت ما معنى قوله يكتب الله بها رضوانه، وما فائدة التوقيت إلى يوم يلقاه؟ قلت: معنى كتب رضوان الله توفيقه لما يرضي الله تعالى من الطاعات والمسارعة إلى الخيرات، فيعيش في الدنيا حميدًا، وفي البرزخ يصان من عذاب القبر، ويفسح له قبره، ويقال له: ثم كنومة العروس، ويحشر يوم القيامة سعيدًا، ويظله الله في ظله، ثم يلقي بعد ذلك من الكرامة في الجنة، ثم يفوز بلقاء الله ما كل ذلك دونه، وفي عكسه قوله يكتب الله بها عليه سخطه، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>