للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللا مانع من حمله على الحقيقة، والمراد (١) في الحديث بيان القلة لا الحساب حتى يعترض بأنه لا يستوي.

[باب في قصر الأمل]

قوله [ببعض جسدي (٢)] ليكون أوقع في النفس لتنبيهه.

قوله [عابر سبيل] هذا ترق على الأول، فإن الغريب أي النازل لتقضي (٣) ليلة أو ليلتين يحتاج إلى اهتمام في حوائجه ويتردد لها ما لا يحتاج العابر، والعابر (٤) الراكب على السبيل قام تحت شجرة ليستريح.


(١) هذا جواب عما يشكل على الحديث بأن نسبة الشهر إلى السنة نسبة الواحد إلى اثني عشر، ونسبة الجمعة إلى اليوم نسبة الواحد إلى السبعة، فلا يتساوى حساب القصر في السنة والجمعة، وكذا في غيرهما، وما أجاب به الشيخ أوجه وأوضح مما أول الحديث القارئ.
(٢) أي بمنكبي كما في رواية البخاري، وفيه إيماء إلى أن هذه الحالة الرضبة لا توجد إلا بالجذبة الإلهية، قاله القارئ:
(٣) قال المجد: تقضي انصرم وفني، انتهى.
(٤) قال الراغب: أصل العبر تجاوز من حال إلى حال، والعبور يختص بتجاوز الماء، إما بسباحة أو بسفينة، انتهى. وقال المجد: عبره عبرًا وعبورًا قطعه، والسبيل شقها، انتهى. فما أفاده الشيخ هو مراد، يعني والمراد بالعابر الراكب على السبيل الذي قام تحت شجرة ليستريح، فهو لا يحتاج إلى شيء ولا يتردد له، وهو مستفاد من حديث ابن مسعود ذكره صاحب المشكاة برواية الترمذي وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام على حصير فقام وقد أثر في جسده، فقال ابن مسعود: يا رسول الله لو أمرتنا أن نبسط لك ونعمل، فقال: مالي وللدنيا؟ وما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>