للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أبواب الوتر]

[باب ما جاء في فضل الوتر]

أراد النبي صلى الله عليه وسلم تصوير فضيلته لهم وتقريره في قلوبهم فبين فضله على ما هو أنفس الأموال عندهم ليرغبوا عنه فيه وإلا فقد قلنا أن تسبيحة وتحليلة خير من كل ما في الدنيا من الأمتعة والأموال، وقوله [إن الله أمدكم] هذا مشير إلى وجوبه فإن النوافل ليست من الله (١) وإنما لم نقل بفرضيته لأن الرواية ليست بقطعية الثبوت ولا بقطعية الدلالة على هذا المدعي إذ يحتمل أن يراد بالإمداد زيادة الثواب والأجر فلا يكون إذن زيادة في الفرائض لا علمًا ولا عملاً، وصلاته على الراحلة لا ينبو عن الوجوب إذ يجزى بها عن الفرض أيضًا عند العذر، وقوله أمدكم معناه جعله مددًا لكم أي علاوة على صلاتكم الخمس. هذا يقتضي وجوبه أيضًا، فإن الزيادة على الشيء إنما هو بعد تعيين المزيد عليه،


(١) يعني ليس لها طلب منه عز اسمه ولذا أفسروه بما قاله ابن نجيم: إن النفل في اللغة الزيادة وفي الشرعية زيادة عبادة شرعت لنا لا علينا انتهى، وقال صاحب العناية: وجه الاستدلال من أوجه أحدها أنه أضاف الزيادة إلى الله، تعالى والسنن إنما تضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى، قلت: ويؤيد ذلك ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم إن الله فرض عليكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>