للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد ظاهر، وإنعامه تعالى خفي، فمن لم يشكر ما ظهر سببه كيف يشكر خفي السبب مع احتياجه إليه وحبه له، والله سبحانه غني عنه.

قوله [كان له مثل عتق رقبة] أي في فكاك آرابه من النار، وهذا بيان لما أجمله في الرواية من مقدار الصدقة. قوله [فأخره] يمكن أن يكون بقطعه أو من غير قطعه بالإمالة (١) وهذا إذا كانت على الشجر، وأما إذا لم يكن على الشجر بل ساقطًا يابسًا يتعين الإماطة (٢)، وحينئذ فإطلاق الغصن عليه مجاز والأول أولى.

[باب المجالس بالأمانة]

قوله [ثم التفت] إما أن يراد الالتفات في أثناء الحديث فيستدل بذلك على أن السامع (٣) يريد إخفاء مرامه على غيره، فالمعنى على هذا أن المخاطب إذا انتزع من التفات المخاطب يمنة ويسرة إخفاء حديثه على غيره ليس له أن يذكره عند غيره، وإن لم يأمره بذلك صراحة، ويمكن (٤)


(١) ويؤيد الأول ما ورد في بعض طرق الرواية رأيت رجلاً ينقلب في الجنة في شجرة قطعها من طريق المسلمين، هكذا في جمع الفوائد.
(٢) كتب عليه بعض نظاره أن الصواب الإمالة كما في الأول، وأنت خبير بأنه وهم والصواب ههنا هو الإماطة كما لا يخفى.
(٣) هكذا في الأصل والصواب على الظاهر بدله المتكلم كما يدل عليه السياق.
(٤) ففي المجمع يعني إذا حدث أحد عندك حديثًا ثم غاب صار حديثه أمانة عندك ولا يجوز إضاعتها والخيانة فيها بإفشائها، والظاهر أن التفت بمعنى التفات خاطره إلى ما تكلم، فالتفت يمينًا وشمالاً احتياطًا كأنه يريد الإخفاء فثم ههنا للتراخي رتبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>