قوله [المقحمات] أي من غير توبة (١) وهذا باعتبار بعض أفراد الأمة، فإن سائرهم لا يغفر لهم. بل الرجاء إنما هولهم كلهم لقوله تعالى:{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}. قوله [فأرعدها] أراد بأرعاد اليد تصوير ما هناك من التنور وغلبة الضياء، وما يقال له بالهندية: جك مك كرنًا وجهلمل جهلمل كونًا.
قوله [فكبر] أراد بذلك استعباد ما سئل، أو السكوت عن ذلك والاشتغال
(١) ففي شرح العقائد: الله تعالى لا يغفر أن يشرك به بإجماع المسلمين، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من الصغائر والكبائر مع التوبة أو بدونها خلافًا للمعتزلة، يعني فإنهم يقولون: لا يغفر الكبيرة بدون التوبة، قلت: وحاصل ما أفاده الشيخ ثلاثة أمور: الأول أن الكبائر تغفر بغير توبة لبعض الأفراد جزمًا، والثاني لا تغفر لجميعهم جزمًا، والثالث ينبغي لكل مؤمن أن يرجو الله العفو، وكل من هذه الثلاثة مؤيد بالآيات والروايات، أما الأول فلقوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ولقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} الآية، ولأحاديث النجوى والبطاقة، ومن أوصى أن يحرق بعد موته فبذر في الهواء، ولغير ذلك من الروايات الكثيرة التي لا تحصى، وأما الثاني فلأحاديث الشفاعة الشهيرة، والإخراج من النار بعد ما امتحشوا، وهي روايات كثيرة، وأما الثالث فلآيات المنع عن القنوط، ولما في الدر برواية أحمد وغيره عن أبي ذر مرفوعًا: إن الله تعالى يقول: يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك، الحديث. وللحديث المشهور: أنا عند ظن عبدي بي، ولحديث استجابة دعائه صلى الله عليه وسلم في الجمع في المظالم أيضًا، كما تقدم في (باب مثل الصلوات الخمس) مفصلا.