للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في إعلام الحب]

قوله [إذا أحب أحدكم أخاه إلخ] فإن مودة القلب كالبذر إذا لم يسق بماء المودات (١) الظاهرة عسى أن لا تنبت.

[باب في كراهية المدحة والمداحين]

قوله [أن نحثو في وجوه (٢) إلخ] أي الكذابين منهم، أو الذين يمدحون ليجروا بذلك منافع دنيوية وإذا لم يعطوا ولوا عنه مدبرين، وأما إذا مدح بما فيه من الحق ولم يرد بذلك منفعة دنيوية فلا، وأما حثو المقداد فلعل ذلك بعد علمه بمعنى الحديث أن المراد به الخيبة والحرمان عمل بظاهر الحديث أيضًا، أو لأن الحثو الواقع ههنا منه أحد أفراد الخيبة


(١) ولذا ورد في الحديث الآتي فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو، فإن أوصل للمودة، وحكى القاري عن رواية للبيهقي فاسأله عن اسمه واسم أبيه، فإن كان غائبًا حفظته، وإن كان مريضًا عدته، وإن مات شهدته، قال: وهذا الحديث كالتفسير السابق.
(٢) قال القاري: قيل يؤخذ التراب ويرمى به في وجه المداح عملاً بظاهر الحديث، وقيل: معناه الأمر بدفع المال إليهم إذ المال حقير كالتراب، أي أعطوه إياهم، واقطعوا ألسنتهم لئلا يهجوكم، وقيل: معناه أعطوهم عطاء قليلاً، فشبهه لقلته بالتراب، وقيل: المراد أن يخيب المادح ولا يعطيه شيئًا لمدحه، والمراد زجر المادح والحث على منعه من المدح لأنه يجعل الشخص مغرورًا متكبرًا، قال الخطابي: المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به، فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيبًا له في أمثاله وتحريضًا للناس على الاقتداء في أشباهه فليس بمداح، وفي شرح السنة: قد استعمل المقداد الحديث على ظاهره، ويتأول على أن معناه الخيبة والحرمان وفي الجملة المدح والثناء مكروه لأنه قلما يسلم المادح عن كذب، والممدوح من عجب يدخله، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>