للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا، وهو المراد بقوله لن أدخره فكان المراد واحدًا فيهما، وإن اختلف ظاهر معناهما.

[باب ما جاء في العي]

قوله الحياء والعي] هذا العي (١) أنى قلة الكلام داخل في الحياء فذكره بعده للتنبيه على أعلى مرتبتي الحياء فمنه ما لم يظهر (٢) أثره على ظاهر المستحي ومنه ما ظهر، وهذا الذي جمع من الحياء والغي.

[باب ما جاء في التواضع]

قوله [ما نقصت صدقة من مال] وأما ما يترآى في ظاهر أموال الدنيا فليس ذلك نقصًا حقيقة إذ يخلفه خير منه ولو (٣) عند الله تعالى وكذلك في الجملتين الباقيتين إما أن يراد العزة والرفعة الدنيويتان أو الأخرويتان.


(١) قال صاحب المجمع: الغي التحير في الكلام، وأراد به ما كان بسبب التأمل في المقال والتحرؤ عن الوبال لا تخلل في اللسان، وبالبيان ما يكون سببه الاجتراء، وعدم المبالاة بالطغيان والتحرؤ عن الزور والبهتان ولعله إنما قوبل العي في الكلام مطلقًا، بالبيان الذي هو التعمق في المنطق وإظهار التقدم على الناس مبالغة لذم البيان.
(٢) هو المعبر بالحياء، والثاني المعبر بالعي، وحاصل ما أفاده الشيخ أنه صلى الله عليه وسلم أراد التنبيه على مرتبتي الحياء، ولذا جمع بين اللفظين الدالين عليهما. ويحتمل أن تكون الإشارة بقوله، وهذا إلى القسم الثاني، فيكون الغرض أن الذي يسري أثره إلى الظاهر يكون أبلغ ويتناول النوع الأول أيضًا، فيكون جامعًا بين النوعين فيكون ذكره للتنبيه على المرتبة العلياء.
(٣) إشارة إلى أن الخلفية تكون باعتبار الدنيا أيضًا، كما هو مشاهد والإنكار عنه مستبعد لا سيما البركة الدنيوية، فالإنكار عنها مكابرة، وأما الخلفية الأخروية فلا يمكن الإنكار عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>