للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك اختصار في الروايات، ولم يذكروا ما يقع بعد ذلك، بل ذكروا بعدها قصة دخول الجنة وشفاعة أهل النار.

[سورة الكهف]

قوله [يزعم أن موسى صاحب نبي إسرائيل] ولعل الباعث في زعمه ذلك استبعاد أن يعلم من اتفق على نبوته ورسالته ممن اختلف (١) في نبوته فضلا عن


(١) والمسألة خلافية شهيرة بسطها شراح البخاري لا يسعها هذا المختصر. وفي الجلالين: (آتيناه رحمة من عندنا) نبوة في قول، وولاية في آخر، وعليه أكثر العلماء، وقال صاحب الجمل: قال شيخ الإسلام في شرحه على البخاري: أختلف فيه أهو نبي أو رسول أو ملك أو لى؟ والصحيح أنه نبي، واختلف في حياته والجمهور على أنه حي إلى القيامة لشربه ماء الحياة، انتهى. وقال النووي: جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا، وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة، وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تستر، وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء، وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين، قال الحيرى المفسر: إنه نبي، وقال القشيري وكثيرون: هو ولي، انتهى. قلت: وعلى القول بولايته فقالوا: لعله أخبره نبي في هذا الزمان بقتله، قلت: والأوجه عندي أنه إذا هو معمر من زمان الأنبياء السابقين فلا مانع من أنه على القول بولايته أخبره نبي بحكم الله عز اسمه أن يعمل بالهامة، فحينئذ يكون العمل بالإلهام في حقه أمراً شرعياً لا مخالفاً للشرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>