(٢) كما تقدم بيان ذلك في هامش حديث الشفاعة، ثم اختلف في المراد بالمقام المحمود، قال البيضاوي: قوله تعالى: {مَقَامًا مَحْمُودًا أي مقاماً يحمده القائم فيه وكل من عرفه، وهو مطلق في كل مقام يتضمن كرامة، والمشهور أنه مقام الشفاعة لما روى أبو هريرة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي، ولإشعاره بأن الناس يحمدونه لقيامه فيه، انتهى. وفي الجلالين: هو مقام الشفاعة في فصل القضاء، وفي الجمل عن الخطيب: قال الواحدي: أجمع المفسرون على أنه مقام الشفاعة إلخ. وقال الحافظ في التفسير: قبل: المراد بالمقام المحمود أخذه بحلقة باب الجنة، وقيل: إعطاؤه لواء الحمد، وقيل: جلوسه على العرش، انتهى. وقال أيضاً في أبواب الآذان: قال ابن الجوزى: الأكثر على أن المراد بالمقام الشفاعة، وقيل: إجلاسه على العرش. وقيل: على الكرسي، وحكى كلا من القولين عن جماعة، وعلى تقدير الصحة لا ينافي الأول لاحتمال أن يكون الاجلاس علامة الإذن في الشفاعة، ويحتمل أن يكون المراد بالمقام المحمود الشفاعة كما هو المشهور، وأن يكون الاجلاس هي المنزلة المعبر عنها الوسيلة أو الفضيلة، وفي صحيح ابن حبان من حديث كعب بن مالك مرفوعاً: يبعث الله فيكسوني ربي حلة خضراء، فأقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود، ويظهر أن المراد بالقول المذكور هو الثناء الذي يقدمه بين يدي الشفاعة، ويظهر أن المقام المحمود هو مجموع ما يحصل له في تلك الحالة، انتهى.