للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبواب الوصايا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم]

قوله [فأوصي (١) بمالي كله] فإن البنت (٢) تأكل من بيت زوجها ولا حاجة لها بمالي. قوله [قال قلت يا رسول الله أخلف من هجرتي] إنما قال ذلك بناء عن ما هو العادة من أن المريض يذكر موته ولا يبالي بذلك ولا ييأس من حياته، وأما إذا ذكر عند المريض غيره ما يعلم به أنه سيموت فإنه حينئذ يخاف على نفسه ويتأس (٣) من حياته وصحته، سيما إذا كان القائل ممن يعتقد فيه كالنبي صلى الله عليه وسلم فإن سعدًا مع أنه كان يستفتي عن الوصية والميراث، وهذا أوضح دليل على استعداده بالموت وقربه عنه بحسب ظنه، لكنه لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر (٤) ما يظهر به دنو موته خاف وتحسر على كونه فارق دار هجرته حين موته، وإن كان للموت في سفر الحج وبيت الله فضائل لكنه متضمن لنقيصة (٥) هي موت


(١) ولا يذهب عليك أن ما في رواية الترمذي من قوله عام الفتح يقال: إنه وهم، والصواب حجة الوداع وجمع بينهما باحتمال التعدد، وسيأتي عن الشيخ أيضًا إشارة كون هذه القصة في سفر الحج.
(٢) ولم يكن له إذ ذاك إلا بنت واحدة كما هو مصرح في الروايات، ثم ولد له أربعة بنين كما في البذل.
(٣) يقال: أتأس منه أي قطع الأمل.
(٤) من الأمر بوصية الثلث وترك الورثة أغنياء.
(٥) وإليها أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لكن البائس سعد بن خولة يرثى له إن مات بمكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>