للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلا فكثيرًا ما يستعمل تلك اللفظة في ما سوى هذا الشخص لكونه منهم كما في قوله تعالى {تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} وقوله تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، وارد على الحقيقة ولا يلزم أن يكون المراد في الرواية هو المراد في الآية فافهم.

[باب ما جاء في عذاب القبر]

قوله [إذا قبر الميت] الرواية ههنا وإن كانت من المجرد (١) إلا أنه مستعمل عن المجرد والمزيد كليهما بمعنى وقوله [المنكر والنكير (٢)] هما بمعنى المفعول أو الأول بمعنى المفعول والثاني بمعنى الفاعل كان النكارة عن الجانبين معًا فلا الميت يعرفهما ولا هما يعرفانه فيعاملان معاملة الأجانب [في هذا الرجل] فقيل يثيران إلى تصويره صلى الله عليه وسلم وقيل بل يكتفيان بهذا القول لأنه لا يخطر بالبال حينئذ إلا الله ورسوله ولا يصح إطلاق الرجل (٣) عليه سبحانه فلم يبق مصداقه إلا النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله [ما كان يقول (٤)] أي في دنياه [فيقولان قد كنا نعلم] لأنا كنا رأينا على وجهك آثار البشر وسيما الخير إلا أنا سألناك امتثالاً لأمره سبحانه وأداء لما علينا من الواجب وينبغي أن يقال إن المنكر والنكير ليسا بملكين معينين


(١) ببناء المجهول أي دفن والمراد بالميت أعم من المؤمن والكافر.
(٢) قال أبو الطيب: المنكر مفعول من أنكر والنكير فعيل بمعنى مفعول من نكر بكسر الكاف كلاهما ضد المعروف سميًا به لأن الميت لم يعرفهما ولم ير صورة مثل صورتهما وإنما صورا كذلك ليخاف الكافر، وأما المؤمن فيريه الله تعالى كذلك امتحانًا ويثبته بالقول الثابت امتنانًا فلا يخاف، انتهى.
(٣) كلمة ما موصولة في محل نصب على أنها مفعول يقول أي الذي كان يقوله في الدنيا، قاله أبو الطيب.
(٤) ()

<<  <  ج: ص:  >  >>