للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب]

أورد بابين، بين في الأول منهما ذكر ذاته ويده خلقه، وفي الثاني بعض صفاته، أي شدته على ما سواه، لما أن سورة الناس اشتملتهم مكررًا كما هو ظاهر، واختتمت السورة بذكر الناس أيضًا، فناسب ذكر بعض أحواله بعد ذلك بهذه المناسبة، والله أعلم. قوله [اخترت يمين ربي] لما فيها من اليمن والبركة فيما بيننا وإن كانت كلتاهما يمينًا وبركة فيه تبارك وتعالى، ولعل (١) في اليد


(١) وإليه يشير كلام القاري إذ قال في جملة ما بسط الكلام عليه: وأقرب ما قيل في هذا المقام من التأويل أنه أراد باليدين صفتي الجمال والجلال، وأن الجمال هو اليمين المطلق، وإن كان اليمين في الجلال أيضًا، ثم قال بعد بسط الكلام. وقال ابن الفورك في حديث آخر نحوه: إن ذاك كان من ملك أمره الله عز وجل يجمع أجزاء الطين من جملة الأرض، أمره بخلطها بيديه فخرج كل طيب بيمينه، وكل خبيث بشماله، فيكون =اليمين والشمال (كذا في الأصل)، فأضاف إلى الله تعالى من حيث كان عن أمره، وجعل كون بعضهم في يمين الملك علامة لأهل الخبر منهم، وكون بعضهم في شماله علامة لأهل الشر منهم، فلذلك ينادون يوم القيامة بأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>