للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الخروج في الفزع]

قوله [يقال له المندوب] لكونه يندبه من ركبه لبطوئه في السير من الندبة، وهو البكاء على الميت فكان من يركبه يبكي عليه أو من الندب وهو أثر الجرح فكان من يركبه يجرحه لبطوئه في السير.

[باب في الثبات عند القتال]

قوله [لا والله ما ولى إلخ] إنما غير الجواب عن أسلوبه رعاية للأدب في جنابه صلى الله عليه وسلم لأنه لو أقر بالفرار فقال نعم، لكان ذلك موهمًا فراره (١) صلى الله عليه وسلم مع أن النصرة والهزيمة لا ينسبان إلى العسكر ما لم ينصر الأمير أو ينهزم [لكن ولى إلخ] وكان القوم إثنا عشر ألفًا (٢) أربعة آلاف منهم مؤلفة القلوب، وكانت هوازن أرمي الناس فرموا وأخذ المؤلفة في الفرار فتابعهم بعض الأنصار أيضًا [على بغلته] وهذا من غاية شجاعته فإن البغلة أبطأ المراكب سيرًا وإن كانت فيه قوة فوق بعض المراكب التي سواها، [وإن الفئتين] وهما المهاجرون والأنصار.

[ومع ما رسول الله صلى الله عليه وسلم] أي في الجماعة التي كانت معه في القلب أو حيث كان وأكثر استقراره كان في الأنصار وكان انهزم أكثرهم فلم يبق معه منها إلا قليل، وأما من سائر الناس فقد كانوا فوق (٣) مائة بكثير، قوله [لم تراعوا] نفى للروع من الأصل كما قال ما كان من فزع، قوله [وقد روى بعضهم عن


(١) هذا التوجيه يشكل على لفظ الحديث، إذ فيه أفرزتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم، الروايات التي ليست فيها زيادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إشكال فيه ويمكن أن يجاب عنه أن السؤال وإن كان عن الفرار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الفرار والثبات لما يتعلقان بالأمير فإقراره، كان موهمًا لفرار الأمير أيضًا.
(٢) على ما عليه جمهور أهل السير يقال كان عشرة آلاف من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وغيرهم وألفان ممن أسلم من أهل مكة وهم الطلقاء كذا في الخميس.
(٣) اختلف في عددهم أهل السير جدًا بسط في محله.

<<  <  ج: ص:  >  >>