للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا أن نفعله، لما قد ثبت أن الصحابة لم يرضوا بفعل شقران، قوله [وكلاهما من أصحاب ابن عباس] يعني (١) ليس فيه بتغيير هذا الاسم اضطراب إنما هما آخذان من ابن عباس، أحدهما: أبو جمرة بالجيم وراء مهملة، وثانيهما: أبو حمزة بالحاء وزاي معجمة، قوله [وقد روى ابن عباس] إلخ، يعني لا يتوهم برواية ابن عباس حديث إلقاء القطيفة أنه يرى ذلك مسنونًا، وإنما هو ذاهب (٢) إلى كراهته، ووجهه ما قدمنا من أنه إضاعة فلا يسن إلا بقدر ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.

[باب في تسوية القب ر] قوله [ألا سويته] ليس المراد تسويته بالأرض رأسًا، إنما المراد تسويته بحيث لا يبقى إلا قدر ما يعلم أنه قبر، وما اشتهر في العوام من جمع التراب كلية على القبر بحيث لا يشذ منه شيء خارجًا جهل وحمق، قوله [ولا تمثالاً إلخ] اختلفوا في التمثال والمراد به ههنا ذو الروح، وإن كان أصل إطلاقه عليه وعلى غير ذي الروح أيضًا، فقال بعضهم: بكراهة تمثال ذي الروح مطلقًا، وإن لم يمكن حياة هذا القدر، وقيل لا يكره ما لا يمكن حياته وعلى هذا لا كيره مقدار الرأس وغيره من الأجزاء والأصح في ديارنا في الكراهة لأن وجه الكراهة لما كان التشبه بالكفار، ولذلك لا يكره وجودها إذا كانت تحت الأقدام للإهانة وهو موجود ههنا، فإن كفار (٣) ديارنا هذه يكتفون من تصاوير طواغيتهم


(١) والظاهر عندي في غرض المصنف أنه نبه بذلك على أن الراوي لهذه الرواية: هو أبو جمرة بالجيم وبالمهملة والراء رجل آخر ليس هو ههنا، وذلك لأن الحافظ في التهذيب رقم على عمران بن أبي عطاء (ى م] وقال له في مسلم: حديث ابن عباس لا أشبع الله بطنك، فالظاهر أنه ليس له هذا الحديث، وإن روى عنه أبو عوانة أحاديث كثيرة.
(٢) كما تقدم قريبًا في كلام النووي من رواية البيهقي.
(٣) يعني لما أن أصنام الهنود قد تكون بمجرد الرؤوس أيضًا، وأما تماثيل الفسقة فلا تكون إلا بمجرد الرؤوس غالبًا إلا أن التشبه بالأولين أقبح وأشد، فتأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>