للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبواب الإيمان (١) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


(١) اعلم أن الكلام على أبحاث الإيمان طويل لا يسعه هذا المختصر، بسطه شراح البخاري لا سيما العلامة العيني فارجع إليه لو شئت التفصيل، ومما لابد من ذكرها ما أجمله القاري إذ قال: إن الإيمان هو التصديق الذي معه أمن وطمأنينة لغة، وفي الشرع تصديق القلب بما جاء من عند الرب، واختلف العلماء فيه على أقوال: أولها عليه الأكثرون والأشعري والمحققون أنه مجرد تصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما علم مجيئه بالضرورة، تفصيلاً في الأمور التفصيلية وإجمالاً في الإجمالية تصديقًا جازمًا ولو بغير دليل حتى يدخل إيمان المقلد فهو صحيح على الأصح، وهو مذهب الأئمة الأربعة والأكثرين، لأنه صلى الله عليه وسلم قبل الإيمان من غير تفحص عن الأدلة العقلية، وثانيها أنه عمل القلب واللسان معًا، فقيل: الأقراط شرط لإجراء الأحكام لا لصحة الإيمان فيما بين العبد وربه، قال النسفي: وهذا هو المروي عن أبي حنيفة وإليه ذهب أبو منصور الماتريدي والأشعري في أصح الروايتين عنه، وقيل: هو ركن لكنه غير أصلي بل زائد، ومن ثم يسقط عند الإكراه والعجز، ولذا من صدق ومات فجاءة على الفور فإنه مؤمن إجماعًا، وقال بعضهم: الأول مذهب المتكلمين، والثاني مذهب الفقهاء، والحق أنه ركن عند المطالبة وشرط لإجراء الأحكام عند عدم المطالبة، وبهذا يلتئم القولان، والخلافان لفظان. وثالثها أنه فعل القلب واللسان مع سائر الأركان،

<<  <  ج: ص:  >  >>