للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتراخي الأجزية عن الشروط وهذا محتاج إلى تلطيف القريحة، وأما الفرق بين ربنا لك الحمد وربنا ولك الحمد، أن الثاني أزيد من الأول وأوكد فإن واو العطف تقتضي أن معه غير فهما جملتان إلى غير ذلك من الوجوه.

[باب وضع الركبتين]

.

قوله [يعمد أحدكم فيبرك في صلاته برك الجمل] هذا ما استدلت به المالكية (١) على ما ذهبوا إليه من تقديم وضع اليدين على وضع الركبتين وأجاب الآخرون بأن هذا استفهام إنكار ولكن يرد على ذلك أن ركبنا الجمل في رجليه المقدمتين لا المؤخرتين فلزم الإنكار عن وضع اليدين (٢) قبل الركبتين، والجواب أنه لا ذكر في لفظ الحديث: للركبتين، وإنما المعنى أيقصد أحدكم فيفعل فعل الجمل في تقديم وضع حصته الأولى على وضع حصته الأخرى وليس هذا مما ينبغي فيكون إنكارًا على ما ذهب إليه لا على ما ذهبنا إليه والذي (٣) يعتمد عليه أن هذا الحديث منسوخ بحديث مصعب بن سعد عن أبيه قال كنا نضع اليدين قبل الركبتين


(١) قال ابن قدامة يكون أول ما يقع منه على الأرض ركبتاه ثم يداه ثم جبهته وأنفه هذا المستحب في مشهور المذهب وروى ذلك عن عمر، وبه قال أبو حنيفة والثوري والشافعي، وعن أحمد رواية أخرى يضع يديه قبل ركبتيه وإليه ذهب مالك لرواية أبي هريرة هذا ولنا ما روى وائل قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، أخرجه أبو داؤد والنسائي والترمذي، قال الخطابي: هذا أصح من حديث أبي هريرة، انتهى.
(٢) هكذا في الأصل والظاهر أنه وقع فيه القلب وكان في أصل التحرير فلزم الإنكار عن وضع الركبتين قبل اليدين ثم ضبب عليه ومحاه وكتب في محله اليدين قبل الركبتين وكان الصواب هو المكتوب أولاً.
(٣) ومال ابن القيم إلى أن حديث أبي هريرة هذا مقلوب والبسط في البذل.

<<  <  ج: ص:  >  >>