للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في ميراث الجد]

قوله [إن السدس الآخر لك طعمة] إنما بين ذلك لئلا يتوهم نسخ الحكم الأول، فيظن أن نصيب الجد كان هو السدس، ثم نسخ فصار نصيبه ثلثًا ويعني أن هذا أعطاكه الشرع عطاء ولطعمك (١) وليس سهمًا مقدرًا لك.

[باب ميراث الجدة]

قوله [وأيتكما انفردت] بالعلو (٢) في الدرجة والقرابة. قوله [مالك في كتاب الله شيء] أي فيما أعلم، وكذا ما بعده.

قوله [هل معك غيرك] ليس لتحصيل العلم والاستيثاق فإن خبر الواحد إذا التحق بيانًا بالكتاب كان حكمه حكم النص القطعي، بل لحصول الطمأنينة ولئلا يتسابق الناس إلى التكذب (٣) على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله [في الجدة


(١) هكذا في الأصل، فلو صح فاللام جارة والطعم مصدر والظاهر أن الصواب أطعمك بالماضي من الأفعال، قال الطيبي: صورة المسألة أن الميت ترك بنتين وهذا السائل فلهما الثلثان وبقى الثلث فدفع عليه الصلاة والسلام إليه سدسًا بالفرض لأنه جد الميت وتركه حتى ذهب، فدعاه ودفع إليه السدس الأخير كيلا يظن أن فرضه الثلث، ومعنى الطعمة ههنا التعصيب أي رزق لك ليس بفرض، وإنما قال في السدس الأخير دون الأول لأنه فرض والفرض لا يتغير بخلاف التعصيب، فلما لم يكن التعصيب شيئًا مستقرًا ثابتًا سماه طعمة، انتهى. وفي الإرشاد الرضى: لم يعطه النبي صلى الله عليه وسلم السهمين بهذا التفصيل ابتداءًا لأن ما يحصل بالتعب يكون أوقع في القلب.
(٢) فيه إجمال مخل والمراد أيتكما انفردت باعتبار الوجود بأن لم تكن إلا واحدة أو باعتبار دنو القرابة بأن تكونا اثنتين إحداهما أقرب إلى الميت تأخذ وتحرم الأبعد.
(٣) قال المجد: تكذب تكلف الكذب.

<<  <  ج: ص:  >  >>