للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني أن المستشير كان يوحي إليه والمشيرون كانوا خيار القوم وعمدتهم، فلما كان أكثر أمورهم موجبًا العنت فكيف بكم وبين المشير والمشير والمستشير والمستشير بون لا يخفى.

[سورة ق]

قوله [قدمه] من المتشابهات (١).


(١) وتقدم شيء من ذلك في هامش (باب رؤية الرب تبارك وتعالى) من أبواب الجنة، وقال القاري: مذهب السلف التسليم والتفويض مع التنزيه، وأرباب التأويل من الخلف يقولون: المراد بالقدم قدم بعض مخلوقاته، أو قوم قدمهم الله للنار من أهلها، وتقدم في سابق حكمه أنهم لاحقوها فتمتلئ منهم جهنم، والعرب تقول: كل شيء قدمته من خير أو شر فهو قدم، ومنه قوله تعالى: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي ما قدموه من الأعمال الصالحة الدالة على صدقهم، وروى: حتى يضع الله رجله، والمراد بالرجل الجماعة من الجراد وهو وإن كان موضوعًا لجماعة كثيرة من الجراد لكن استعارته لجماعة الناس غير بعيد، أو أخطأ الراوي في نقله الحديث بالمعنى، وظن أن الرجل سد مسد القدم، هذا وقد قيل: وضع القدم على الشيء مثل للردع والقمع، فكأنه قال: يأتيها أمر الله فيكفيها من طلب المزيد، وقيل: أريد به تسكين فورتها كما يقال للأمر يراد إبطاله: وضعته تحت قدي، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>