للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا هاتين، وإن ترك الحسد على معناه فالمراد أن الحسد لو جاز ووقع لكان هاتان الخصلتان لهما صلاحية أن يحسد عليهما مع أن الحسد لا يجوز أصلاً فلا يجوز أيضًا (١).

[باب في إصلاح ذات البين]

قوله [أو نما خيرًا] (٢) أي نسبه، والمراد بالكذب ههنا هو معناه الحقيقي، إلا أن العلماء احتاطوا فقالوا: المراد به (٣) التورية ودعًا للعوام عن الاجتراء عليه، وتسميته كذبًا بحسب ما فهمه المخاطب


(١) أي فيهما أيضًا.
(٢) قال العيني: من نمى الحديث إذا رفعه وبلغه على وجه الإصلاح، وأنماه إذا بلغه على وجه الإفساد، وكذلك نماه بالتشديد وقال ابن فارس: نميت الحديث إذا أشعته ونميت بالتخفيف أسندته. وقال الزجاج في فعلت وأفعلت نميت وأنميت بمعنى ثم بسط في تحقيق لغته.
(٣) قال الطبري: اختلف العلماء في هذا الباب فقالت طائفة: الكذب المرخص فيه في هذه هو جميع معاني الكذب، فحمله قوم على الإطلاق، وأجازوا قول ما لم يكن في ذلك لما فيه من المصلحة، فإن الكذب المذموم إنما هو فيما فيه مضرة، وقال الآخرون: لا يجوز الكذب في شيء من الأشياء، وما جاء في هذا إنما على التورية وطريق المعاريض، تقول للظالم: فلان يدعو لك وتنوي قوله: اللهم اغفر لجميع المسلمين، ثم بسط العيني أمثلة التورية.

<<  <  ج: ص:  >  >>