للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ها هنا القباب والخيام لا بيت الإقامة والمقام.

قوله [ما بال دعوى الجاهلية] أي لا ينبغي أن تدعوا بدعوى الجاهلية فيدعو كل امرئ بأصحابه، بل الواجب على كل منهما أن يحكم الله ورسوله فيما شجر بينهم، وأن يدعو المسلمين فيحكموا ما هو الإنصاف سواء كان لهم أو عليهم.

[سورة التغابن]

قوله [هموا أن يعاقبوهم فأنزل الله إلخ] والمراد (١) بها هو قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} الآية.

[سورة التحريم]

قوله {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} علة للجزاء أقيمت مقامه، والمعنى إن تتوبا إلى الله فقد وجبت عليكم التوبة لأنه قد صغت (٢) قلوبكما. قوله [فوا عجبًا لك


(١) يعني المقصود من تمام الآية هو قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} الآية. كما هو نص رواية الحاكم ولفظها: فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوهم قد فقهوا فهموا أن يعاقبوا فأنزل الله عز وجل، {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} الآية. وفي الدر برواية عبد بن حميد وابن مردوديه عن ابن عباس قال: كان الرجل يريد الهجرة فتحبسه امرأته وولده فيقول: أنا والله لئن جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لأفعلن، فجمع الله بينهم في دار الهجرة، فأنزل الله وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا}.
(٢) وفي الجمل عن القرطبي: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي زاغت ومالت عن الحق، وهو أنهما أحبا ما كره النبي صلى الله عليه وسلم من اجتناب جارية أو اجتناب العسل، انتهى. وقال البيضاوي: قوله {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} فقد وجد منكما ما يوجب التوبة، وهو ميل قلوبكما عن الواجب من موافقة الرسول عليه الصلاة والسلام يحب ما يحبه وكراهة ما يكرهه، انتهى. وفي التفسير الكبير: جواب الشرط محذوف للعلم به على تقدير كان خيرًا لكما، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>