للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمسألة عمن هو أفضل من عمر وأعلم، ولما أنه سأل عن عمر ولم يعرض عليه ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان سأل عمر عمن حج ولم يطف طواف الصدر فكان يحتمل أن يجيب عمر على خلاف مقتضى الحديث فيأثم بذلك الحارث والمعنى سقطت باختيارك وبأيدي نفسك لأنك سألت عمن يحتمل قوله الخطأ بعد العلم بمقولة من لم يحتمل قوله الخطأ.

[باب ما جاء أن القارن يطوف طوافًا واحدًا] أما (١) ما ورد في ذلك من أحاديث فعله صلى الله عليه وسلم كذلك فالجواب عنه أن أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا بعيدين منه، وإنما كانوا يتناوبون عليه وقتًا فوقتًا طائفة بعد طائفة لكثرة الناس يومئذ فعل الرواة الذين رووا طوافًا (٢) واحدًا وسعيًا واحدًا لم يصلوا إليه صلى الله عليه وسلم إلا


(١) اختلفت الأئمة في طواف القارن فقالت الأئمة الثلاثة أنه يطوف طوافًا واحدًا أي للفرض ويسعى سعيًا واحدًا وقال الأوزاعي والشعبي والنخعي ومجاهد وابن أبي ليلى وغيرهم وأبو حنيفة وأصحابه لابد للقارن من طوافين وسعيين كذا في البذل عن العيني.
(٢) اعلم أن ما ورد في الروايات من قولهم طاف لها طوافًا واحدًا مؤول إجماعًا فإنه صلى الله عليه وسلم طاف أولاً عند قدومه مكة كما في حديث جابر الطويل وغيره ثم طاف بعد رجوعه من منى يوم النحر مع الاختلاف في الروايات في صلاته صلى الله عليه وسلم الظهر كانت بمكة أو منى كما في حديث جابر المذكور وغيره من عدة روايات، فلا يشك أحد فضلاً عن الأئمة في هذين الطوافين فلابد من التأويل لكل واحد فيما ورد من لفظ طوافًا واحدًا، فهم يقولون طاف للفرض طوافًا واحدًا والطواف الأول كان للقدوم، ونحن نقول طاف للحل من؟ ؟ ؟ طوافًا واحدًا والطواف الأول كان للعمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>